موضوع: امهــات المؤمنـــــين(نهج حياتي) السبت أغسطس 30, 2008 5:06 am
أمهات المؤمنين كنية كرم بها القرآن الكريم أزواج النبى صلى الله عليه وسلم فى قوله تعالى: {وأزواجه أمهاتهم}الأحزاب:6. وكان الهدف من إطلاق هذه الكنية على أزواج النبى تقرير حرمة الزواج بهن بعد مفارقته صلى الله عليه وسلم وهو الحكم الوارد فى قوله تعالى: {وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ، ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما}الأحزاب:53. وكان اعتبار زوجات النبى صلى الله عليه وسلم أمهات للمؤمنين بمثابة وسام وضع على صدورهن تكريما لهن ، وتقديرا لدورهن فى مسيرة الدعوة. وقد أطلقت هذه الكنية على ثلاث عشرة امرأة تزوج بهن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يجتمع فى عصمته في ترفه من الزوجات فى وقت واحد أكثر من تسع نساء. وكان اقترانه بهن على الترتيب التالى: الأولى: خديجة بنت خويلد واقترن بها صلى الله عليه وسلم قبل الوحى بخمس عشرة سنة، وولدت له ذكرين وأربع إناث ، وتوفيت فى العاشر من رمضان سنة عشرة للبعثة. الثانية: سودة بنت زمعة تزوجها صلى الله عليه وسلم فى رمضان سنة عشرة للبعثة، وتوفيت فى آخر زمان عمر بن الخطاب. الثالثة: عائشة بنت أبى بكر الصديق تزوجها النبى صلى الله عليه وسلم فى شوال من السنة الأولى للهجرة وهى الوحيدة من بين نساء النبى التى تزوجها بكرا وتوفيت عائشة فى ليلة السابع عشر من رمضان من السنة الثامنة والخمسين للهجرة. الرابعة: حفصة بنت عمر بن الخطاب ،تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم فى منتصف السنة الثالثة للهجرة، وتوفيت فى شعبان من السنة الخامسة والأربعين للهجرة. الخامسة: زينب بنت خزيمة بن الحارث الهلالية، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فى رمضان من السنة الثالثة للهجرة. ولبثت عنده ثمانية أشهر، وماتت بالمدينة وعمرها نحو ثلاثين سنة. السادسة: أم سلمة، اسمها هند بنت سهيل ، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فى العشر الأواخر من شوال سنة أربعة للهجرة، وتوفيت فى رمضان سنة تسع وخمسين للهجرة. السابعة: زينب بنت جحش ،زوجها الله لرسوله حيث قال تعالى: {فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكى لا يكون على المؤمنين حرج فى أزواج أدعيائهم}الأحزاب:37. وبنى رسول الله صلى الله عليه وسلمبها فى هلال ذى القعدة من العام الخامس للهجرة ، وماتت سنة عشرين للهجرة فى خلافة عمر بن الخطاب. الثامنة: جويرية بنت الحارث تزوجها النبى صلى الله عليه وسلم سنة ست للهجرة، وهى أول سرية للرسول ، وتوفيت فى ربيع الأول سنة ست وخمسين للهجرة. التاسعة: أم حبيبة بنت أبى سفيان واسمها رملة وهاجرت مع زوجها عبد الله ابن جحش إلى الحبشة فتنصر وثبتت هى على إسلامها فأرسل النبى صلى الله عليه وسلم إلى النجاشى أن يزوجه أم حبيبة بتوكيل منه ، وعادت إلى المدينة فى المحرم سنة سبع للهجرة، وتوفيت سنة آربع وأربعين فى خلافة أخيها معاوية بن أبى سفيان. العاشرة: صفية بنته حُيَىّ بن أخطب ،وهى السرية الثانية، أسلمت فأعتقها وأصدقها عتقها وتزوجها، وكان أبوها حيى ابن أخطب من بنى النضير، وبنى بها فى ربيع الأول للسنة السابعة للهجرة، وماتت فى السنة الثانية والخمسين للهجرة. الحادية عشرة: ميمونة بنت الحارث ، وهى أخت جويرية تزوجها فى ذى القعدة سنة سبع للهجرة، وكانت قد وهبت نفسها له كما جاء فى قوله تعالى: {وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبى}الأحزاب:50 ، توفيت عام واحد وخمسين للهجرة. الثانية عشرة: ريحانة بنت زيد، خيرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الإسلام والعتق والزواج أو البقاء على اليهودية فاختارت الاسلام وكان ذلك فى أواخر السنة الخامسة للهجرة وعاشت ريحانة بضع سنوات ثم توفيت فى أواخر السنة العاشرة للهجرة. الثالثة عشرة: مارية القبطية، وهى التى أهداها عظيم القبط بمصر للرسول صلى الله عليه وسلم فبقيت فى بيت النبوة ملك يمين حتى حملت بإبراهيم فصارت أم ولد محررة، وهى بحكم موقعها من النبى تعتبر من أمهات المؤمنين ،وقد ماتت فى المحرم من السنة السادسة عشر للهجرة.
Admin Admin
المساهمات : 193 تاريخ التسجيل : 08/08/2008
موضوع: رد: امهــات المؤمنـــــين(نهج حياتي) السبت أغسطس 30, 2008 5:07 am
هي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية زوج النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين. ولدت بمكة ونشأت في بيت مجد وشرف ورياسة فنشأت على التخلق بالأخلاق الحميدة واتصفت بالحزم والعقل والعفة فكانت تدعى في الجاهلية الطاهرة. تزوجت قبل زواجها برسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين باثنين من سادات العرب: عتيق بن عائذ المخزومي وأبي هالة هند بن زرارة التميمي.
كانت ذات مال وتجارة تستأجر الرجال لتجارتها وتبعثها إلى الشام، وبلغها عن محمد بن عبد الله كرم أخلاقه وصدقه وأمانته فعرضت عليه الخروج في مالها إلى الشام مع غلامها ميسرة، فقبل وخرج في تجارتها وعاد بأرباح كبيرة ، وأخبرها ميسرة عن كرم أخلاقه وصفاته المتميزة فرغبت في الزواج منه وعرضت صديقتها نفيسة بنت منية عليه الزواج من خديجة فقبل وتزوجها، وكان عمره خمسة وعشرين عاماً وعمرها أربعين. ولم يتزوج عليها غيرها طيلة حياتها وولدت له: القاسم وعبد الله وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة.
ولما بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت خديجة أول من آمن به. فقد عاد إليها صلى الله عليه وسلم من غار حراء وهو يرتجف وحدثها عما جرى له في أول لقاء مع الوحي وقال: (لقد خشيت على نفسي) فقالت له في ثقة ويقين : (إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة، والله لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث، وتحمل الكَلّ وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق ) وكانت بعد ذلك الزوجة المثالية التي تخفف عنه ما يعانيه من أذى قومه تثبته وتصدّقه وتهون عليه أمر الناس، فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم نعم الملاذ والسكن والوزير.
بشرها رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب. وقال عنها: خير نساء العالمين: مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم. توفيت قبل الهجرة بثلاث سنوات في شهر رمضان ودفنت بالحجون في مكة وحزن عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم حزناً شديداً. وكان كثير الذكر لها بعد موتها ولم يسأم من الثناء عليها حتى غارت السيدة عائشة وقالت: لقد عوضك الله من كبيرة السن فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم غضباً عظيماً حتى تمنت أن يذهب الله غضب رسوله ولا تعود لذلك أبداً. تقول: ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة وما رأيتها ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة فربما قلت له: كأنه لم يكن في الدنيا إلا خديجة. فيقول: إنها كانت وكان لي منها ولد. وزادت غيرتها ذات يوم فقالت له: هل كانت إلا عجوزاً فقد أبدلك الله خيراً منها، فغضب حتى اهتز مقدم شعره من الغضب، ثم قال: (لا والله ما أبدلني الله خيراً منها، آمنت بي إذ كفر الناس وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني في مالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله منها أولاداً إذ حرمني أولاد النساء)
[مسند أحمد 6/118 ـ ابن حجر في فتح الباري 7/140، 9/327 ـ ابن كثير في البداية والنهاية 3/126].
منقول من مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة ---------------------------------
للتوسع:
ـ الطبقات الكبرى 1/129 ـ 134، 8/14 ـ 19.
ـ الاستيعاب 4/379 ـ 386.
ـ أسد الغابة 7/78 ـ 85.
ـ سير أعلام النبلاء 2/109 ـ 117.
ـ البداية والنهاية 3/125.
ـ الإصابة 4/281 ـ 283.
ـ أعلام النساء 1/326 ـ 331.
ـ تراجم سيدات بيت النبوة رضي الله عنهن 203 ـ 226.
Admin Admin
المساهمات : 193 تاريخ التسجيل : 08/08/2008
موضوع: رد: امهــات المؤمنـــــين(نهج حياتي) السبت أغسطس 30, 2008 5:08 am
نساء صنعن التاريخ عائشة بنت أبي بكر.. الفقيهة الزاهدة كانت عائشة بنت ابي بكر مثلا رائعا للمرأة التي استطاعت أن تعطي لزوجها الحب والوفاء والاخلاص ولدينها القوة والعلم والفقه وهي صاحبة اكبر حادث وقع في الأمة الإسلامية حيث تعرض عرض النبي صلى الله عليه وسلم فيه للاتهام في محاولة من المنافقين واليهود لضرب عقيدة الإسلام في محمد وأهل بيته.. وكان حادث الإفك مثار تفكير كل المسلمين شهراً انقطع فيه الوحي عن محمد صلى الله عليه وسلم.. وكانت تلك الشائعة تجربة شاقة وحمل النبي صلى الله عليه وسلم فيها آلاما لا تحتمل.. ومرضت فيها عائشة.. حين توجه الزوج محمد صلى الله عليه وسلم إلى عائشة قال لها “أما بعد.. فإنه بلغني عنك كذا وكذا فإن كنت بريئة فسيبرئك الله تعالى وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله تعالى إليه فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه”. ولم تزد عائشة ان قالت: ما أجد لي ولكم مثلا إلا أبا يوسف إذ قال: “فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون” ولأن عائشة ابنة أبي بكر تثق في طهارتها وبراءتها فقد تحدثت للرسول بكل الاعتزاز والايمان.. ونزل الوحي على النبي بسورة النور ببراءة عائشة الطاهرة فقالت لها أمها “قومي إلى رسول الله فاشكريه” فقالت: “والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله هو الذي أنزل براءتي”.. فقد كان تأثر عائشة بالإفك بالغا واحتمت بجانب الله وعلى الرغم من أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع بالإفك إلا أنه لم يقبله من غير بينة ولم ينفه أيضا من غير بينة بل سأل من يستحق السؤال من المسلمين. غضبت عائشة غضب البريء المشكوك فيه وانها لبريئة في نظر كل منصف يفهم أنها لايمكن أن تعرض نفسها كشريفة للريبة أمام جيش كامل وفي وضح النهار مع رجل يتقي ما يتقيه المسلم في هذا المقام من غضب الله والنبي والمسلمين. اراد النبي لعائشة البراءة أمام الناس عامة وأمام نفسه المحبة لها فقد كان الحادث مجاوزا عائشة إلى شخص الرسول صلى الله عليه وسلم بل تجاوز إلى صلته بربه ورسالته كلها فمن اشتركوا في ترويج الشائعة كانوا يهوداً منافقين ومن لحظتها تبين مدى الخطر الذي يصيب الجماعة إذا أنطلقت الألسنة في غير حساب تنهش اعراض المحصنات المؤمنات.. وبيان الوزر من ذلك والعقاب عليه. ولتكتب قصتها في التاريخ يمضي القرآن الكريم ليوضح لنا واجب التثبت أمام أي فريه بإتيان أربعة شهود كما هو الحكم الإسلامي: لولا جاؤوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون فالقرآن يؤدبهم لتناقلهم هذا الأمر من دون تدبر وكان هينا على السنتهم كأية شائعة عادية من دون ان يحسوا بالعواقب. والحادثة جاءت لتوضح أن الذين يرمون اعراض المسلمات لعنهم الله فإن افلتوا من عقاب الدنيا فإن عقابهم شديد في الآخرة: إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم ، يوم تشهد عليهم ألسنتهم وايديهم وارجلهم بما كانوا يعملون يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون ان الله هو الحق المبين. تلك هي عائشة بنت أبي بكر التي خطبها الرسول في سن السادسة وتزوجها في التاسعة من عمرها ولم يعاملها معاملة الزوجات الكبيرات. وكان سبب زواجه منها اعتزازه بوالدها ابي بكر الصديق ليرتفع بمكانته ويقوي علاقته به... وكانت تردد دائما: “لقد تزوجني الرسول بكرا وما تزوج بكرا غيري ولقد حفت الملائكة بيتي واني لابنة خليفته وصديقه.. ونزل عذري من السماء. ولقد خلقت طيبة عند طيب ولقد قبض محمد ورأسه في حجري وقبرته في بيتي ووعدت مغفرة ورزقا كريما”. وعندما خير الرسول صلى الله عليه وسلم أزواجه بينه وبين الحياة الدنيا وزينتها قال أمراً فلا عليك ان لا تعجلي حتى تستأمري ابويك فقالت له إني أريد الله ورسوله والدار الآخرة ثم فعل ازواج رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما فعلت. علم وتواضع وكانت متواضعة والدليل على ذلك قولها: “والله لوددت أني كنت شجرة والله لوددت أن الله لم يكن خلقني شيئا قط”.. وقالت يوم وفاتها: “يا ليتني لم أخلق ولم أكن أحب أن أسمع أحدا اليوم يثني على لوددت اني كنت نسيا منسيا”. وذكر الدكتور مصطفى مراد في كتابه صحابيات عن شدتها في دين الله: لقد كانت رضي الله عنها قوية في دين الله سبحانه وتعالى تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتغضب من أجل الله تقول أم علقمة بنت أبي علقمة رأيت حفصة بنت عبدالرحمن بن ابي بكر دخلت على عائشة وعليها خمار رقيق يشف عن جبينها فشقته عائشة عليها وقالت: أما تعلمين ما انزل الله في سورة النور؟ ثم دعت بخمار فكستها. عائشة الزاهدة جاءتها الدنيا فأعرضت عنها واعطتها للفقراء والمساكين وبعث ابن الزبير إليها بمال في غراريته يكون مائة الف فدعت بطبق وهي صائمة فجعلت تقسم في الناس فلما أمست قالت يا جارية هاتي فطري فقالت يا أم المؤمنين أما أستطعت فيما أنفقت أن تشتري بدرهم لحما تفطرين عليه فقالت: لا تعنفينني فقد ذكرتهم قبلي.. أما عن علمها فقد كانت تحفظ آلاف القصائد وتفوقت في اللغة العربية وروى الرواة عنها من الأحاديث النبوية عشرة ومائتين وألفي حديث وهي أكثر الصحابة رواية بعد أبي هريرة وعبدالله بن عمر وأنس رضي الله عنهم وذلك فوق علمها في الميراث حتى كان كبار الصحابة يسألونها عن أحكامه. وإذا كانت عائشة الزوجة الوفية قد عرفت بالعلم والفقه فإنها امتازت أيضاً رضي الله عنها بالذكاء والفهم وكثرة الرواية وكانت تفسر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بين يديه لمن لم يفهم فكانت كثيرة السؤال للعلم ولا يهدأ لها بال حتى ترضي طمأنينتها وتجلو لنفسها كل خفي مما يحيط بها فقد طرحت على رسول الله أسئلة حول كل ما يمر من موضوعات في الفقه والقرآن الكريم والأخبار والمغيبات وفيما يعرض من أحداث وخطوب.. وهذا شأن المرء ذي الطبيعة العلمية كلما عظم حظه من المعرفة كثر تطلعه إلى ما فوقه أما الجاهل فليس بمعنى أن يسأل فإذا أصاب من المعرفة حظا ما بطريق العرض كان أبعد الناس أن تطلب نفسه مزيدا من العلم.. ودليل ذلك أن قائمة الذين عرفوا بنقد الروايات محدودة سجلت اسماء لامعة أنعم الله عليهم بخصائص تدقيق النظر في النصوص وتفحص الظاهر والباطن واسم عاشة من تلك الأسماء لما قدمت من صحة النظر وصواب النقد وحضور الحفظ وجودة النقاش.
Admin Admin
المساهمات : 193 تاريخ التسجيل : 08/08/2008
موضوع: رد: امهــات المؤمنـــــين(نهج حياتي) السبت أغسطس 30, 2008 5:08 am
ولدت حفصة رضي الله عنها قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بخمسة أعوام , وتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد انقضاء عدتها من خنيس بن حذافة السهمي - أحد المهاجرين - في سنة ثلاث من الهجرة وخنيس هذا صحابي جليل.....
شارك في الغزوات الأولى من الإسلام، واستشهد في غزوة أحد تاركاً الأرملة الشابة خلفه. فسعى عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد وفاة زوجها في إيجاد زوج مناسب لابنته، فكان أول من عرضها عليه أبوبكر رضي الله عنه، فلم يجبه بشيء، وعرضها على عثمان، فقال: بدا لي ألا أتزوج اليوم، فوجد عليهما وانكسر، وشكا حاله إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «يتزوج حفصة من هو خير من عثمان، وتتزوج عثمان من هي خير من حفصة» ثم خطبها لنفسه، فزوجه عمر. وزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بابنته رقية بعد وفاة أختها. حياتها في بيت النبوة عاشت السيدة حفصة في بيت النبوة تتلقى وتتعلم معاني الأخلاق والعبادة بالإضافة لما أكرمها الله به من شرف الزواج بالنبي صلى الله عليه وسلم ثم كانت من اللواتي دأبن على تعليم الناس كما كان ذلك شأن السيدة عائشة رضي الله عنها من قبلها. وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم شاركت في زمن الخلفاء الراشدين في الحياة العامة، وكانت تبدي رأيها، وتقول ما تؤمن به، وتعلم الناس، وظلت على هذه الحال إلى بداية زمن معاوية رضي الله عنه، حيث توفاها الله تعالى. وفي زمانها كانت حادثة جمع القرآن الكريم، وذلك أن كتاب الله في عهده صلى الله عليه وسلم لم يكن مجموعاً كما هو الحال اليوم، بل كان مكتوباً متفرقاً على الجلود وعلى العظام وورق الشجر.. إلى أن شرح الله صدر أبي بكر رضي الله عنه لجمعه في مصحف واحد؛ وشاور عمر رضي الله عنه، فأمرا زيد بن ثابت بجمعه. ثم جمع زيد كتاب الله بالشروط المعتبرة، وجعل المصحف عند أبي بكر، فكان هذا المصحف النسخة المعتمدة التي تعتمد عليها الأمة كدستور لها دون أن يكون لها أدنى شك في صحة أو خطأ أية منها. وبعد وفاة أبي بكر كانت هذه النسخة عند عمر بن الخطاب رضي الله عنهما. فلما طعن أبو لؤلؤة المجوسي اللعين عمر بن الخطاب. أمرعمر أن تكون هذه النسخة عند أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها. وفي عهد عثمان ونتيجة للفتوحات وتوسع الدولة الإسلامية ودخول كثير من الأعاجم في الإسلام حيث تأثرت اللغة العربية بلهجاتهم ولغاتهم.. أمرعثمان أن تحرق جميع النسخ الموجودة عند الناس - وذلك خشية أن يوجد بها أخطاء، وخشية من أن يدخل اللحن في كتاب الله - وأمر بالاعتماد على نسخة أصلية، فكانت هذه النسخة هي النسخة الموجودة عند السيدة حفصة، ثم أمر رضي الله عنه بأن تنسخ النسخة التي عند حفصة نسخاً عديدة، وأمر بأن توزع هذه النسخ على الأمصار الإسلامية الموجودة إذ ذاك.. وصارت هذه النسخ هي المرجع الأساسي للناس في تلاوة كتاب الله. وهكذا أودع الخليفة وصاحبه نسخة القرآن المعظم عند امرأة هي أم المؤمنين، فانظر رعاك الله إلى أمة تعهد بدستورها الوحيد والعظيم، إلى امرأة واحدة، وهذا الدستور لو أنه ضاع - لا قدر الله - لكان في ذلك ضياع الإسلام والأمة وذهاب كل إرثها وتاريخها.. أليس ذلك يدل بجلاء ووضوح على أن المرأة كان لها الدور الواضح والمميز في الحياة السياسية في مجتمع المسلمين آنذاك؟! أليس ذلك يعكس الوجه الحضاري للمجتمع الأمثل في حياة المسلمين؟! إنه لم يكن أحد ليعترض على ائتمان المسلمين لامرأة منهم على دستورهم وقانونهم الذي يعيشون به ويتنفسون من خلاله، شأن المرأة الأمينة في ذلك شأن كل الرجال الثقات والأمناء، لم يكن ثمة تفريق بينهم في ذلك الأمر، ولم يكن أحد ليحرك لسانه بالاعتراض على ذلك، إن المرأة وصلت في تعاليم الإسلام ومبادئه مرتبة تستطيع بها المشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية، إلى جانب الرجال، سواء بسواء. والحياة التي نعيشها اليوم قد ابتعدت ونأت كثيراً عن الحياة الإسلامية التي أمرنا بها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وتاهت بنا السبل عن اتباع ما جاء بها الشرع الحنيف، فعادت المرأة اليوم - في كثير من الأمور - حبيسة العادات والتقاليد التي ما أنزل الله بها من سلطان، إن تحرير المرأة اليوم ليس مشروعاً نستلهم خطواته من الغرب الفاجر وعاداته السيئة، ولكنه مشروع ضخم نستمد أسسه وقواعده من صلب ديننا القويم، والذي وضع لنا الخطوط العريضة التي لا غبار عليها، ورسم لنا في قصص القرآن والسيرة النبوية أوضح المسالك، وأبرع الصور، وأقوى الأمثلة لنقتدي بها، وتقتدي بها أيضاً نساء الأمة، لتعود للمرأة من جديد كرامتها وعزتها، وتعود لها قيمتها الحقيقية في المجتمع، ولا ننسى أبداً الضوابط والحدود الشرعية التي جعلها الله تعالى لها حصناً واقياً، ولجاماً مانعاً، عن الشطط والانحراف والابتعاد، ونحن إذ نقرر هذا هنا، لندعو الأمة الإسلامية جمعاء، إلى إعادة النظر والتفكير ملياً في شأن المرأة، فإننا نجد في مجتمعاتنا اليوم نساء فاضلات، يملكن من المواهب القيادية الفكرية الشيء الكثير، وكل ما تحتاجه المرأة هو بعض من التشجيع والتأييد، لتقوم بدورها الفاعل، ومشاركتها البناءة.
Admin Admin
المساهمات : 193 تاريخ التسجيل : 08/08/2008
موضوع: رد: امهــات المؤمنـــــين(نهج حياتي) السبت أغسطس 30, 2008 5:09 am
لم يقتصر دور النساء على صنع التاريخ فقط بل هناك من النساء من نزل فيهن قرآن يتلى الى قيام الساعة يضع احكاما ويقر قواعد تضبط حركة الحياة وترشد الناس الى ما ينبغي ان تكون عليه معاملاتهم العامة والخاصة. من هؤلاء النساء السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما التي جاء أمر الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم بمراجعتها لما طلقها حيث نزل إليه جبريل عليه السلام قائلا: “أرجع حفصة فإنها صوامة قوامة وإنها زوجتك في الجنة”. ولدت السيدة حفصة بنت عمر وكانت قريش تبني البيت قبل بعثة الرسول بالنبوة بخمس سنين، وهي شقيقة عبدالله بن عمر، وأمها زينب بنت مظعون بن حبيب، وهي من المهاجرات الى المدينة.. تزوجت من “خنيس بن حذافة بن قيس السهمي” وهو من مهاجري الحبشة وهاجرت معه الى المدينة، ثم ما لبث ان توفي عنها بعد رجوع النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة بدر سنة اثنتين من الهجرة وكانت حينئذ في الثامنة عشرة من عمرها.
أم المؤمنين
فلما تأيمت حفصة عرض والدها عمر بن الخطاب رضي الله عنه على كل من عثمان بن عفان وأبي بكر الصديق رضى الله عنهما ان يتزوج حفصة، وفي ذلك يقول عمر كما رواه الامام احمد والشيخان والنسائي: فلقيت عثمان فعرضت عليه حفصة فقلت: ان شئت انكحتك حفصة بنت عمر، قال: سأنظر في أمري وكانت زوجته رقية بنت رسول الله قد توفيت عن عثمان وكان يريد اختها أم كلثوم فلبثت ليالي ثم لقيني فقال: قد بدا لي ألا أتزوج في يومي هذا. قال عمر: فلقيت أبا بكر فقلت: ان شئت انكحتك حفصة بنت عمر. فصمت ابوبكر فلم يرجع الي شيئا فكنت أوجد عليه مني على عثمان. فلبثت ليالي ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكحتها إياه، فلقيني ابوبكر فقال: لعلك وجدت علي حين عرضت علي حفصة فلم ارجع إليك شيئا؟ فقلت: نعم. فقال: انه لم يمنعني ان أرجع إليك فيما عرضت علي إلا اني كنت علمت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكرها فلم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم لقبلتها. وروى ابن سعد عن عمر رضي الله عنه قال: لما توفى خنيس بن حذافة عرضت حفصة على عثمان فأعرض عني فذكرت للنبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، لأتعجب من عثمان، إني عرضت عليه حفصة فأعرض عني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد زوج الله تعالى عثمان خيرا من ابنتك، وزوج ابنتك خيرا من عثمان.
حلف ثلاثي
جاءت حفصة الى بيت النبي صلى الله عليه وسلم وفي البيت سودة وعائشة رضي الله عنهما وقد اتخذت عائشة موقفا من العروس الجديدة إلا انهما ما لبثتا ان اتحدتا امام الضرائر الجدد حتى ان حفصة اتخذت موقفا من مارية القبطية عندما وجدتها مع الرسول، واشتركت مع عائشة لصرف الرسول عن نسائه الأخريات خاصة إذا كن على مستوى عال من الجمال. وقد لاقت السيدة زينب بنت جحش من اتفاق عائشة وحفصة وسودة.. حيلة لصرف النبي عنها خاصة بعد ان عاتبته فيها السماء، واتفقن في القول للرسول عندما يخرج من عند زينب بنت جحش بأنهن يشممن رائحة المغافير (ثمرة كريهة الرائحة) وكأن الرسول قد أكل منها!! وهذا بعد ان عرفن بأن الرسول قد شرب من عند زينب عسلا كان قد أهدي اليها من أهلها. فلما ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم الى عائشة وكان عليه الصلاة والسلام إذا صلى العصر مر على نسائه فيمكث عند كل واحدة وقتا يسيرا للايناس وذهاب الوحشة. وقالت له عائشة ما قالته من قبل سودة وحفصة: إني أجد منك ريح المغافير.. فقال: لا، ولكني شربت عسلا عند زينب. فقالت: لعله قد جرست نحله العرفط. وكان الرسول يحب الريح الطيب ويكره أن يأكل الطعام الذي يبعث رائحة كريهة، لذلك حرم على نفسه أكل العسل فنزل قوله تعالى في سورة التحريم: “يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة ازواجك والله غفور رحيم”.
الصبر أو التسريح
ولم يقف الأمر عند هذا الحد بالسيدة حفصة التي كانت لا تزال صغيرة السن.. فقد حدث ان كانت تزور اباها فلما رجعت رأت في بيتها مارية القبطية التي ذهبت الى رسول الله في شأن لها وكان الستر مسدلا.. وبعد انصرافها دخلت على الرسول صلى الله عليه وسلم باكية مقهورة ولم تهدأ حتى حرم الرسول مارية على نفسه موصيا حفصة بكتمان ما كان، لكنها أبلغت عائشة سرها التي اندفعت بدورها تستثير ضرائرها وكن جميعا في غيرة من مارية القبطية لحملها من الرسول فانضممن جميعا الى عائشة، وقد تناسين غيرتهن منها وكانت كلمتهن: “صبرنا على ايثار الرسول لابنة ابي بكر، وما بقي إلا تلك الأمة القبطية، فأي هوان؟!” وترفق الرسول بهن ما استطاع لكنهن تمادين في اللجاج الى حد الشطط فما كان من الرسول إلا ان اعتزلهن جميعا في صرامة لم يألفنها.. ثم شكون انهن لا يجدن نصيبهن من النفقة والزينة، واجتمعت كلمتهن على الشكوى واشتددن فيها حتى وجم النبي صلى الله عليه وسلم وهم بتسريحهن أو تخييرهن بين الصبر على معيشتهن والتسريح ونزل الوحي بعد شهر من اعتزال النبي لنسائه يقول له تعالى في سورة الاحزاب: “يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا. وان كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجراً عظيما” الآيتان 28 و29. فأجبن جميعا بتفضيل العيش معه على متاع الدنيا.
راوية الحديث
وقد اختلفت الروايات في حفصة على وجه الخصوص فقيل ان النبي طلقها طلقة واحدة ثم ارتجعها.. وهذا الارتجاع تختلف فيه الروايات فتذهب رواية الى ان ذلك كان رحمة بعمر الذي حثا التراب على رأسه وقال: ما يعبأ الله بعمر وابنته بعدها. فنزل جبريل على النبي بأمر الله. وفي رواية اخرى ان جبريل قال للرسول: “أرجع حفصة فإنها صوامة قوامة، وانها زوجتك في الجنة”. ثم ما لبثت حفصة ان ظلت في بيت الرسول لا تسبب له ما يكرهه حتى لحق بالرفيق الأعلى فكانت هي التي اختيرت من بين أمهات المؤمنين جميعا بمن فيهن عائشة لتحفظ النسخة الخطية للقرآن الكريم وظلت في مأمن حتى أخذها عثمان في خلافته لينسخ منها النسخ الأربع التي وزعت على الأمصار. وقد تفرغت حفصة بعد ذلك للعبادة حتى انها امتنعت عن الخروج مع عائشة في الجيش المطالب بدم عثمان.. وظلت صوامة قوامة حتى نهاية حياتها حيث توفيت سنة خمس وأربعين في خلافة معاوية وكان لها من العمر ستون عاما، ودفنت في المدينة، بعد ان روت عن النبي الحديث وروى عنها أخوها عبدالله بن عمر، وذكر الذهبي ان أحدايثها في كتب السنة الأربعة.. كما كانت من امهات المؤمنين اللائي جلسن للفتيا.. فرضي الله عنها وارضاها.
Admin Admin
المساهمات : 193 تاريخ التسجيل : 08/08/2008
موضوع: رد: امهــات المؤمنـــــين(نهج حياتي) السبت أغسطس 30, 2008 5:10 am
كانت اسمها قبل زواجها برسول الله صلى الله عليه وسلم «برة بنت الحارث» غير أن النبي صلى الله عليه وسلم غيّر اسمها إلى «جويرية» بعد ذلك، وهي من قبيلة بني المصطلق، وهي قبيلة عربية عريقة مشهورة. هذه القبيلة أعدت عدتها للهجوم على المسلمين في المدينة، فجهزت جيشاً كاملاً لذلك، فوصل الخبر إلى النبي صلى الله عليه وسلم عن طريق أحد العيون التي كان ينظر بها صلى الله عليه وسلم خارج المدينة، وقبل اكتمال جيشهم وتجمعه.. أعد عليه الصلاة والسلام جيشاً خرج به بنفسه صلى الله عليه وسلم، وانطلقوا إلى قبيلة بني المصطلق فباغتهم في ديارهم قبل خروجهم، واستطاع جيش المسلمين أسر جميع أفراد القبيلة ما عدا سيدهم الحارث، ولم يقتل من المسلمين في هذه الغزوة إلا رجل واحد بالخطأ، وقتل من القبيلة عشرة رجال. وكان من بين هؤلاء الأسرى برّة بنت الحارث زعيم القبيلة، ووزع رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسرى على أفراد المسلمين يديرون شؤونهم ريثما يصلون إلى المدينة، وكانت برّة عند ثابت بن قيس رضي الله عنه يتولى شأنها. وكانت برّة قد سمعت بانتشار الإسلام وتعاليمه، وما جاء به من إنصاف العبيد والمملوكين، وأن الإسلام جاء لتحريرهم دونما بخس للمماليك بالثمن أو غير ذلك، وأنه قد سنّ المكاتبة التي يستطيع المملوك من خلالها شراء حرية نفسه، وأنه كان يريد إلغاء الرق، إلى غير ذلك. فاستغلت برّة هذا القرار العظيم في الإسلام، فطلبت المكاتبة من ثابت بن قيس، وذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تخبره بطلبها للمكاتبة، وفي هذه الأثناء كان أبوها قد جاء، ودخل على النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا محمد، ابنتي برّة بنت ملك، ولا يُسبى مثلها، وقد جئت بفدائها. لكن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد سمع كلامها، فوجد منها ماأعجبه من وفور عقلها ونماء ذكائها ورجاحة فطنتها، فأراد أن يفعل ما هو خير من ذلك، فكلمها، فوجد فيها الاستعداد الفطري للإسلام.. فقال لأبيها: نخيرها ونسألها هل تريد الرجوع معك؟ أم تريد أن أحررها وأتزوجها؟ فأعملت رأيها.. فجال نظرها في أخلاق المسلمين ومعاملاتهم وعيشتهم فوجدت فيه ما أعجبها فأحبته. ثم فاجأت أباها باختيار النبي صلى الله عليه وسلم ووافقت على الزواج منه، فحررها رسول الله صلى الله عليه وسلم وغير اسمها إلى «جويرية» فأصبح هذا الاسم المشهور لها في التاريخ، وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان سبب زواجه صلى الله عليه وسلم من جويرية أنه كان يريد إطلاق كامل هذه القبيلة ولكن دونما عداوة منهم للمسلمين، إنماكان يريد أن يكسب صداقة القبيلة، فلما تزوجها.. راح المسلمون يقولون: أصهار النبي صلى الله عليه وسلم عبيد!! فبدأ كل واحد منهم يحرر من عنده، فأطلقت القبيلة كاملة، ففوجئت هذه القبيلة وفوجئ الحارث سيدهم بذلك، فهذه المعاملة لا يعرفها العرب، أطلق المسلمون الأسرى بالجملة! وبدون مطالبات ولاشروط، فدخلوا كلهم في دين الله أفواجاً، فكانت جويرية سبباً في إسلامهم ودخولهم الدين العظيم. تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: فما أعلم امرأة أكثر بركة على قومها من جويرية. وعاشت رضي الله عنها مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وكانت شديدة الحب للعبادة جاء في الحديث : أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها بعد صلاة الفجر فإذا هي تسبّح ، ثم ذهب لبعض شؤونه، وعاد إليها قبل الظهر فإذا هي على نفس حالتها ، فقال لها: «أما زلت على المجلس الذي تركتك عليه ؟ » فقالت : نعم . قال : « ألا أعلمك كلمات إذا قلتها كانت خيراً لك من عبادتك هذه ؟ » قالت : نعم يا رسول الله . قال : « قولي : سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضاء نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته ، تقولين ذلك ثلاث مرات » رواه مسلم . فليقرأ هذه القصة دعاة تحرير المرأة اليوم ، الذين يتشدقون بأن المرأة يجب أن تطلق حرياتها من غير قيد ، ويجب أن تمارس دورها الكامل في الحياة ، وهم بذلك لا يقصدون إلا متاعاً رخيصاً من ورائها ، وإخراجها من خبء بيتها ، لا لتقوم بدورها الاجتماعي الحقيقي ، بل لتكون مسرحاً مبتذلاً تعرض فيه بضاعة غير مزجاة على الملأ والناس ، فانظر معي - عزيزي القارئ - أين وصلت المرأة الغربية من المجتمع الغربي، انظر إلى مكانتها بعد أن نالت جميع حرياتها المزعومة ، وحقوقها التي كانت محرومة منها ، أليست المرأة اليوم هي دعاية رخيصة لكل إعلان تجاري ؟! ألا تستغلها شركات الدعاية والإعلان بكل وقاحة وتحاول أن تظهر من مفاتنها ومبارجها أكثر مما تخفي ؟! ما الغرض من هذا ؟! ألم تتحول المرأة إلى سلعة تتبادلها المؤسسات والشركات لتروّج بها بضائعها جيدة كانت أم رديئة؟! ثم انظر معي كم تفشت في المجتمعات الغربية تجارة النساء، وكم وكم من النساء فقدن كل ما يملكن من شرف وعفة، وقد أصبحن شيئاً يرتاده الرجال بلا رحمة أو شفقة ؟! بل انظر إلى بعض الدول وقد أقرت في قوانينها تجارة البغاء ، وأعطت الباغيات تراخيص وشهادات رسمية لمزاولة مهنتهن الدنيئة !!، أهكذا تكون كرامة المرأة ؟! أهذه هي الحرية والمساواة ؟! أن تكون المرأة سلعة وتجارة لشهوة الرجل ؟! إننا نرى أن هذا المجتمع المتفسخ يمارس أبشع الظلم بحق المرأة التي كرّمها الله تعالى ، ونأى بها عن مواطن الذل والاحتقار ، التي ينظر بها المجتمع إليها . انظر معي إلى زوجة النبي صلى الله عليه وسلم «جويرية» لقد كانت سبب إسلام قومها وهدايتهم ، ألم تلعب هذه المرأة أعظم الأدوار في حياة قومها ؟! ألم يكن لها الفضل الأكبر في إنقاذ قومها وهي امرأة من نسائهم ؟! أليست هذه من حريات المرأة التي يريدها اليوم كل دعاة حقوق المرأة ؟! أليست هذه المشاركة الفعالة والحقيقية للمرأة في الحياة السياسية ؟! إن «جويرية» رضي الله عنها مثل أعلى لكل امرأة من نسائنا لتكون قدوة صالحة لأهلها ومجتمعها، فيمكن أن تكون أي امرأة مثل جويرية، وتكون سبباً لهداية كثير من الناس، ورب امرأة واحدة كانت سبباً لهداية أسرة كبيرة، أو مجتمع بأسره! إن كلمة الفصل تبقى لأولئك الذين تجردوا من كل تعصب وتزمّت ليقولوها، وهي الكلمة التي يجب أن تقال بحق، فتنصف الإسلام من ممارسات مغلوطة اليوم، فالإسلام بريء مما يفعله كثير من أهل هذا الزمان، ممن فرضوا على المرأة قيوداً وحدوداً لم يأت بها الإسلام، ولن تجد لها في شرع الله سنداً أو دليلاً. إننا لا ندعو إلا إلى تطبيق شرع الله كما أنزله الله تعالى على رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم ولكن بفهم صحيح مستمد من القصص القرآني العظيم، ومن السيرة الطيبة الطاهرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام وتابعيه الطيبين، وفي هذا القصص أروع الأمثلة، وأوضح الدلائل، التي لن يتوه عنها قلب مسترشد، أو يغفل عنها عقل باحث، وهي في النهاية تعكس صورة حقيقية لإسلامنا العظيم، التي ينبغي أن نضعها نصب أعيننا، وأمام عقولنا، ونعمل على تطبيقها، لتنهض أمتنا من جديد، ولتعود إلى صدارة الأمم التي قال الله تعالى عنها: {كنتم خير أمة أخرجت للناس، تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله}.
Admin Admin
المساهمات : 193 تاريخ التسجيل : 08/08/2008
موضوع: رد: امهــات المؤمنـــــين(نهج حياتي) السبت أغسطس 30, 2008 5:24 am
هي أم المؤمنين أم حبيبة بنت زعيم قريش أبو سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب وأخوها معاوية بن أبي سفيان حيث أسلم أبو سفيان بن حرب يوم فتح مكة مكرها ثم صلح إسلامه وكان من دهاة العرب ومن أهل الرأي وشهد الغزوات مع الرسول صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة مثل حنين والطائف، فقلعت إحدى عينيه فيها وهو يحرض المسلمين على الجهاد، وقلعت الأخرى يوم معركة اليرموك في عهد أبي بكر الصديق، وكان يصيح في المسلمين قائلا: الله، الله، إنكم أنصار الإسلام ودارة العرب، وهؤلاء أنصار الشرك ودارة الروم، اللهم هذا يوم من أيامك، اللهم أنزل نصرك. وكان أكبر من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشر سنوات وتوفي بعده بعشرين عاما وعمره نحو تسعين سنة.
هكذا يقول الباحث الإسلامي منصور عبد الحكيم مضيفا أن ابنته أم المؤمنين رملة وتكني أم حبيبة أسلمت قديما بمكة في أول الدعوة هي وزوجها الأول عبيد الله بن جحش الأسدي، وكان قبل إسلامه على دين النصرانية حيث كان هو وقلة قليلة هم أربعة من أهل مكة عبدوا الله على دين النصرانية وملة إبراهيم عليه السلام وهم: ورقة بن نوفل وعثمان بن الحويرث بن أسد وزيد بن عمرو بن نفيل وعبيد الله بن جحش. وعن هجرتها رضي الله عنها يقول:
حين اشتد أذى الكفار بالمسلمين الأوائل بمكة أذن لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة، فكان من المهاجرين عبيد الله بن جحش وزوجته رملة بنت أبي سفيان في الهجرة الثانية إلى الحبشة وكانت حاملا منه، وأنجبت ابنتها حبيبة وبها تكنى وذلك في الحبشة.
وعاشت أم حبيبة في دار الهجرة صابرة مؤمنة تحافظ على دينها وإسلامها، وذات ليلة رأت أم حبيبة رضي الله عنها في منامها زوجها عبيد الله بن جحش بأسوأ صورة وخلقة، ففزعت من تلك الرؤيا.
وفي اليوم التالي أخبرها زوجها أنه عاد إلى دين النصرانية وترك الإسلام ودعوة محمد صلى الله عليه وسلم ودعاها إلى الدخول في ملة النصرانية وترك دين الإسلام، فأبت وأنكرت عليه ما أقدم عليه وعاد له، وحاولت أن تعيده إلى دين الإسلام دون جدوى، وانفصلت عنه وتركته وعاشت وحيدة في ديار الغربة، ولم يلبث زوجها أن مات وهو على دين النصرانية مرتدا عن الإسلام.
يقول الباحث منصور عبد الحكيم: ولما علم الرسول صلى الله عليه وسلم بأخبار أم حبيبة رضي الله عنها وارتداد زوجها عن الإسلام ثم وفاته، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد هاجر إلى المدينة المنورة، رأى أن يكرمها فعزم على الزواج منها وهي بدار الهجرة فأرسل عمرو بن أمية إلى النجاشي ملك الحبشة كي يزوجه من أم حبيبة وأن يكون النجاشي وكيله في عقد الزواج.
فأرسل النجاشي جاريته إلى أم حبيبة كي تزف إليها البشري، ففرحت أم حبيبة لذلك فرحا شديدا، وأهدت الجارية التي بشرتها سوارين من فضة وخلخالين وخواتيم من فضة.
وأتم النجاشي الزواج المبارك بنفسه ودفع صداق أم حبيبة أربعمائة دينار وكان ذلك أكبر صداق لزوجات النبي صلى الله عليه وسلم. وفي حفل الزواج حضر المهاجرون من المسلمين وعلى رأسهم جعفر بن أبي طالب وخطب النجاشي خطبة الزواج فقال:
الحمد لله الملك القدوس، السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأنه الذي بشر به عيسي ابن مريم، أما بعد: فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى أن أزوّجه أم حبيبة بنت أبي سفيان، فأجبت إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أصدقها أربعمائة دينار. ثم سكب الدنانير بين يدي القوم من المسلمين وجلس مكانه، وخطب وكيل العروس خالد بن سعيد بن العاص قائلا:
الحمد الله أحمده وأستعينه وأستنصره، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله أرسل بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون. أما بعد: فقد أجبت إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجته أم حبيبة بنت أبي سفيان. فبارك الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقبض وكيل العروس المهر، ودعا النجاشي المسلمين إلى وليمة العرس فأجابوا. وظلت أم حبيبة رضي الله عنها في الحبشة حتي رحلت مع من بقي من المهاجرين بالحبشة إلى المدينة المنورة قبل فتح مكة وقبل صلح الحديبية. ودخلت أم حبيبة رضي الله عنها المهاجرة الصابرة بيت النبوة، بعد عودتها من الحبشة عقب انتصار المسلمين في غزوة خيبر وبعد دخول السيدة صفية بنت حيي بيت النبوة أيضا.
Admin Admin
المساهمات : 193 تاريخ التسجيل : 08/08/2008
موضوع: رد: امهــات المؤمنـــــين(نهج حياتي) السبت أغسطس 30, 2008 5:25 am
كان اسمها برة، ونهى (صلى الله عليه وسلم) عن التسمي بهذا الاسم فقال: لاتزكوا أنفسكم الله أعلم بأهل البر منكم.
فقالوا: مانسميها؟ قال: سموها زينب. وهكذا غير النبي (صلى الله عليه وسلم) الكثير من أسماء الصحابة والصحابيات، فكان يكره للمسلم أن يكون اسمه قبيحا أو مخالفا لهدي الإسلام وتعاليمه.
ويذكر الباحث الإسلامي منصور عبدالحكيم أن أباها هو الصحابي الجليل أبوسلمة عبدالله بن عبدالأسد بن هلال بن عبدالله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب القرشي- رضي الله عنه. أخو رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من الرضاعة. وابن عمته برة بنت عبدالمطلب.
من السابقين الأولين في الإسلام بمكة، وهاجر إلى الحبشة وأنجبت له امرأته هند بنت أبي أمية ابنه سلمة هناك، وبه كني أبا سلمة وأنجبت له عمر ودرة وزينب.
عاد من الحبشة في جوار أبي طالب بعد أن أشيع أن قريشا قد أسلمت بعد نزول سورة النجم.
شهد أبوسلمة غزوة أحد، وأصيب بجرح ظل يداويه شهرا، ثم خرج بأمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على رأس سرية للمسلمين وعقد له لواء وقال له: سر حتى تأتي أرض بني أسد، فأغر عليهم.
وسار أبوسلمة بالسرية وقوامها مائة وخمسون رجلا حتى أغاروا على بني أسد، وغنموا منهم ثم عادوا إلى المدينة وانتفض جرحه فمات لثلاث بقين من جمادى الآخرة أي سنة 4ه.
وكان بين ذلك وغزوة أحد التي جرح فيها أشهر قليلة، فمات بجرح أحد فعد من شهدائها رضي الله عنه.
والأم، هي السيدة أم المؤمنين أم سلمة هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة المخزومية القرشية. تزوجت أبا سلمة وهو ابن عمها، وهاجرت معه إلى الحبشة وأنجبت له سلمة هناك وكنيت به.
كان أبوها يسمى زاد الراكب من كثرة جوده وكرمه، وهي صاحبة هجرتين إلى الحبشة ثم إلى المدينة، وقد هاجرت إلى المدينة بمفردها بعد أن سبقها زوجها أبوسلمة إليها، وقد أخذ قومه ولدها الرضيع منها فبقيت حتى أعطوها إياه فهاجرت به.
وعاشت أم سلمة رضي الله عنها مع زوجها بالمدينة وأولادها زينب، وعمر، وسلمة ودرة قبل هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحين مات زوجها أبوسلمة جاءت رسول الله تقول له: كيف أقول.
قال: قولي: اللهم اغفر لنا وله، واعقبني منه عقبة صالحة.
فقالتها، فأعقبها الله رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولما انقضت عدتها تقدم إليها أبوبكر الصديق، فردته في رفق وكذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وبعث إليها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يخطبها، فقالت إني امرأة غيري، ومسنة وإني مصبية وليس أحد من أوليائي شاهدا.
فأخبرها (صلى الله عليه وسلم) أنه سيدعو الله أن يذهب بغيرتها، وأن سنه أكبر من سنها، وأنه سيتكفل بتربية أولادها، وأن أولياءها سيرضون برسول الله (صلى الله عليه وسلم) زوجا لها.
وتزوجت أم سلمة رضي الله عنها برسول الله (صلى الله عليه وسلم) ودخلت بيت النبوة وأصبحت أما للمؤمنين.
وتربت زينب ابنتها وأولادها في بيت النبوة. فكانت زينب بنت أبي سلمة من فضليات نساء المدينة، وكان (صلى الله عليه وسلم) يكرم زينب ويداعبها بقوله: أين زناب أو مافعلت زناب.
وعاشت زينب بنت أبي سلمة كما يقول الباحث الإسلامي منصور عبدالحكيم في رعاية رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد أن تزوج بأمها أم سلمة، فكانت ربيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وذات يوم دخلت عليه زينب وهو يتوضأ (صلى الله عليه وسلم) فنضح في وجهها بالماء، فلم يزل ماء الشباب في وجهها حتى كبرت وعجزت ومازالت شابة جميلة الوجه.
وأصبحت زينب بنت أبي سلمة إحدى فقيهات المدينة المنورة وذلك من تربية رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لها وترددها على أمهات المؤمنين.
وقد تزوجت زينب بنت أبي سلمة بالصاحبي عبدالله بن زمعة بن الأسود الأسدي القرشي، ابن أخت أم سلمة رضي الله عنها- قتل مع عثمان بن عفان في أحداث الفتنة عام 35ه. وأنجبت زينب من زوجها عبدالله بن زمعة: يزيد وكثير وأبا عبيدة.
ولأن زينب بنت أبي سلمة قد تخرجت في بيت النبوة فقد روت سبعة أحاديث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وروى عنها عدد من الصحابة، وأخرج لها البخاري حديثا وكذلك مسلم حديثا.
ولأنها أيضا ربيبة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فكانت مثالا يضرب في الصبر على البلاء.
وعاشت رضي الله عنها حتى عام 73ه ودفنت بالمدينة وحضر عبدالله بن عمر رضي الله عنه جنازتها رضي الله عنها وأرضاها